الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **
717 - إن لصاحب الحق مقالا. رواه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ أن رجلا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأغلظ له، فهمَّ به أصحابه، فقال دعوه، فإن لصاحب الحق مقالا، وهو من غرائب الصحيح، فإنه لا يروى عن أبي هريرة إلا بإسناد مداره على سلمة بن كُهَيل وقد صرح بأنه سمعه من أبي سلمة بن عبد الرحمن بمنى حين حج. 718 - إن الله أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يُبغِض كلَّ منافق، وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن. قال القاري لم يوجد. 719 - إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كلَ ذي لُبٍّ لبّه. قال في اللآلئ ذكره الحافظان أبو نعيم في تاريخ أصبهان، والخطيب في تاريخ مدينة السلام في ترجمة لاحق بن الحسين المقدسي البغدادي عن ابن عباس، ثم قال الخطيب لاحق كان كذابا يضع الحديث على الثقات، ويسند المراسيل عمن لم يسمع منهم، وله طريق أخرى ذكرها الديلمي من طريق محمد بن مسلم الطائفي وهو ضعيف عن ابن عباس رفعه إذا أراد الله عز وجل إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوى العقول عقولهم، حتى يَنْفُذ فيهم قضائه وقدره، زاد علي بن أبي طالب فإذا مضى أمره رد إليهم عقولهم ووقعت الندامة انتهى، وتقدم بأبسط في إذا أراد الله. 720 - إن الله لَيؤيدُ الدينَ بالرجل الفاجر. رواه ابن أبي الدنيا في المُداراة عن أبي هريرة. وروى البخاري أن <صفحة 273> النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال يا بلال قم فأذِّن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. وروى الطبراني عن ابن عمرو: إن الله ليؤيد الإسلام برجال ما هم من أهله. وروى أحمد والطبراني عن أبي بَكـْرَة والنسائي وابن حبان وابن أبي الدنيا عن أنس: إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. وفي رواية عند ابن أبي الدنيا: لـَيُؤَيـِّدَنَّ اللهُ هذا الدينَ بأقوامٍ لا خَلاقَ لهم. وفي أخرى: إن الله يؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم. ورواه البيهقي في الأوسط والكبير بسند ضعيف عن ميمون بن سنداد: قِوامُ أمتي بشرارها. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند. 721 - إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى. رواه الشيخان عن عتبان بن مالك. 722 - إن الله كتب الغيَرْةَ على النساء، والجهادَ، على الرجال فمن صبر منهن كان لها مثلُ أجرِ الشهيد. قال في الأصل رواه الطبراني والبزار عن ابن مسعود قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه إذ أقبلت امرأة عريانة، فقام إليها رجل من القوم، فألقى عليها ثوبا وضمها إليه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعض جلسائه أحسبها ([في نسختنا "حسبها"، والتصحيح من مجمع الزوائد. دار الحديث]) امرأته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحسبها غَيْرَى، إن ([في نسختنا "غير أن"، والتصحيح من مجمع الزوائد. دار الحديث]) الله كتب الغَيرة - الحديث، قال البزار لا نعلمه إلا من حديث عُبيد بن صَباح الكوفي، وليس به بأس، لكن ضعفه أبو حاتم. لكن قال النجم وسنده جيد بعد أن عزاه للطبراني عن ابن مسعود أيضا بزيادة "إيماناً واحتسابا"، بعد "فمن صبر منهن". <صفحة 274> 723 - إن الله لما خلق العقل قال له أقبِلْ فأقبلَ، ثم قال له أدبِرْ فأدبرَ، فقال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أشرفَ منك فبك آخُذُ، وبك أُعطي. قال في المقاصد نقلا عن ابن تيمية وغيره أنه كذب موضوع باتفاق، وفي زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على الزهد لأبيه بسند فيه ضعيف عن الحسن البصري مرفوعا مرسلا لما خلق الله العقل قال له أقبل، فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر، قال ما خلقت خلقا أحب إليَّ منك، بك آخذ وبك أعطي، وأخرجه داود بن المُحَبِّر في كتاب العقل له، وهو كذاب عن الحسن أيضا بزيادة ولا أكرم عليَّ منك، لأني بك أُعْرَفُ وبك أُعْبَدُ، وفي الكتاب المذكور لداود من هذا النمط أشياء منها: أول ما خلق الله العقل وذكره، لكن ذكره في الإحياء، وقال العراقي في تخريج أحاديثه أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو نعيم بإسنادين ضعيفين، وقال السخاوي والسيوطي رواه ابن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن يرفعه، وهو مرسل جيد الإسناد، ولا يلزم من رواية ابن المحبر أن يكون موضوعا، لاسيما وقد رواه الأئمة بغير إسناد ابن المحبر، فليس الحديث بموضوع، وقال الحافظ ابن حجر: والوارد في أول ما خلق الله حديث أول ما خلق الله القلم، وهو أثبت من حديث العقل، وحاول الجمع بينهما البيضاوي في طوالعه بأن قال يشبه أن يكون هو العقل لقوله أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب - الحديث فليتأمل، ويمكن أن يقال الأولية فيهما نسبية، وقال قبيل ذلك إن العقول عند الحكماء أول المخلوقات، وأن العقل عندهم أعظم الملائكة وأول المبدعات، وفي كتاب المختار مطالع الأنوار للإمام محمد الغساني ما نصه روى أن الله لما خلق العقل قال: له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له اسكن فسكن، فقال وعزتي وجلالي لأرَكِبَنَّك في أحب الخلق إليَّ، ولما خلق الله الحُمْقَ قال له أقبل فأدبر، ثم قال له أدبر فأدبر، (1) ثم قال اسكن <صفحة 275>فاضطرب، فقال وعزتي وجلالي لأُرْكِبَنـَّكَ في أبغض الخلق إليَّ انتهى، ولا أعلم له أصلا. تذييل: قال القاضي زكريا في شرح آداب البحث روي عن عائشة أنها قالت: قلت يا رسول الله بم يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال بالعقل، قلت أليس إنما يجزون بأعمالهم، فقال وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم الله من العقل؟ فبقدر ما أعطوا منه كانت أعمالهم، وبقدر ما عملوا يُجْزَوْن انتهى، والقلم جسم نوراني خلقه الله تعالى، وأمره بكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، نمسك عن الجزم بتعيين حقيقته، وفي بعض الآثار أول شيء خلقه الله القلم، وأمره أن يكتب كل شيء، وفي بعضها أن الله خلق اليَرَاع وهو القصب، ثم خلق منه القلم، وفي رواية: أول شيء كتبه القلم: أنا التواب أتوب على من تاب انتهى. 724 - إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حَرَّم عليكم. رواه أحمد والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة، وآخرون عن أبي وائل، قال اشتكى رجل داء في بطنه، فنُعِتَ له المُسْكِرُ فأتينا عبد الله بن مسعود، فسألناه فذكره، وهو عند الحاكم في صحيحه من حديث الأعمش، ورواه الأعمش أيضا عن مسلم بن صبيح عن مسروق، قال قال ابن مسعود لا تسقوا أولادكم الخمر، فإنهم ولدوا على الفطرة، فإن الله لم يجعل - الحديث، ورواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له عن مسروق بنحوه، وطرقه صحيحة ولذا علقه البخاري بصيغة الجزم، فقال وقال ابن مسعود في السكر إن الله لم يجعل - الحديث، وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى وهو في مسنده بلفظ: إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام، ورواه البيهقي وأبو يعلى عن أم سلمة بلفظ قالت نَبَذْتُ نبيذاً في كوز، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي، فقال ما هذا ؟ قلت اشتكت ابنة لي، فنُعِتَ لها هذا، فقال إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم. <صفحة 276> 725 - إن الله لَينظرُ كلَ يوم إلى الغرائب ألفَ نظرةٍ. قال ابن حجر المكي نقلا عن السيوطي إنه حديث موضوع لا يحل روايته إلا لبيان أنه مفترى كحديث ارحموا اليتامى وأكرموا الغرباء، فإني كنت في الصغر يتيما، وفي الكبر غريبا، فإنه موضوع أيضا. 726 - إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال. رواه الترمذي والحاكم وابن مردُوَيهْ عن كعب بن عِياض، وابن مردويه عن عُبادة بن الصامت، وعن عبد الله بن أبي أوفى كلاهما بلفظِ لكل فتنة - الحديث. 727 - إن لكلِ مَقامٍ مَقالاً. رواه الخرائطي والرامهرمزي في كتابه المحدِّث الفاضل عن قتادة قال سألت أبا الطفيل عن شيء فذكره، وقال الناجي في المولد رواه الخطيب البغدادي في كتاب الجامع من قول أبى الدرداء، والخرائطيُّ في مكارم الأخلاق من قول أبي الطفيل، وزاد ولكل زمان رجال انتهى. 728 - إن الله لَيُمْلي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه. رواه الشيخان والترمذي وابن ماجه عن أبي موسى. وتمام الحديث في البخاري: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النجم: ولا يعارضه ما أخرجه ابن أبي شيبة عن قتادة في تفسير 729 - إن الله نَقَلَ لذةَ طعامِ الأغنياء إلى طعامَ الفقراء. قال في المقاصد حكم عليه شيخنا يعنى الحافظ ابن حجر بالوضع، وذكر السيوطي في آخر الموضوعات أنه سئل عن حديث أن الله نقل لذة طعام الأغنياء إلى طعام الفقراء فأجاب بأنه موضوع. 730 - إن الله وَعَدَ هذا البيتَ أن يحجه في كل سنة ستُمائةِ ألفٍ فإن نَقَصُوا كَمّلهم اللهُ تعالى بالملائكة، وأن الكعبة تُحَشُر كالعروس المزفوفة، كلُ مَن حجَّها يتعلق بأستارها، يسَعْون حولها حتى تَدْخُلَ الجنة فيَدْخُلوا ذكره في الإحياء، قال العراقي لم أجد له أصلا. 731 - إن الله خلَق الكعبة، وعظّمها وشرّفها وكرَّمها، فلو أن رجلاً هدمها حجراً حجراً ثم أحرقها ما بلغ جُرمَ مَن استخف بولي، قالوا يا رسول الله مَن الولي؟ قال كلُ مؤمن. لينظر هل هو حديث، وما رتبته. 732 - إن الله وتر، يحب الوتر. رواه أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه بزيادة فإذا استجمرت فأوتر. 733 - إن الله ينتقم من الظالم بالظالم. قال النجم لا يعرف بهذا اللفظ، لكن روى ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار قال قرأت في الزبور إني أنتقم بالمنافق من المنافق، ثم أنتقم <صفحة 278 > من المنافقين جميعا، وذلك في كتاب الله تعالى 734 - إن الله وكَّلني بقبض أرواح الخلق ما خلا روحَك وروحَ ابنِ عمك علي. قال ابن حجر المكي نقلا عن السيوطي كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم. 735 - إن الله لا يعذِّب بقطعِ الرزق. رواه بمعناه الطبراني في الصغير عن أبي سعيد رفعه: إن الرزق لا تنقصه المعصية، ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية. وعند العسكري بسند ضعيف عن ابن مسعود رفعه: ليس أحد بأكسب من أحد، قد كتب الله النصب والأجل، وقسم المعيشة والعمل، والرزق مقسوم، وهو آت على ابن آدم على أي سيرة سارها، ليس تقوى تقيٍّ بزائِده، ولا فجور فاجرِ بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو في طلبه. ورواه أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن ابن مسعود بلفظ: قال: الرزق يأتي العبد في أي سيرة سار، لا تقوى متق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبين العبد سِتر والرزق طالبه، قال وأنشدني أبو العتاهية لنفسه: ورزق الخلق مجلوبٌ إليهمُ * مقاديرٌ يُقدَّ ِرها الجليلُ فلا ذو المالِ يُرْزَقُه بعقلٍ * ولا بالمال تنقسم العقولُ وهذا المال يُرزقه رجال * مناذيلٌ قد اختيروا فسيلوا كما تُسْقى سِبَاخُ الأرضِ يوماً * ويُصرَفُ عن كرائمها السيولُ. وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعا: إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله. ويناسب هذا ما حُكي أن كسرى غضب على بعض مرازبته، فاستؤمر في قطع <صفحة 279 > عطائه فقال: يحط عن مرتبته، ولا ينتقص من صلته، فإن الملوك تؤدب بالهجران، ولا تعاقب بالحرمان. وما روي عن الفضيل في قوله تعالى تنبيه: ما ذكر في الحديث هنا براوياته قد يعارَضُ بما ورد في الزنا أنه يورث الفقر كما سيأتي. وبما في النسائي وابن ماجه وأحمد وأبي يعلى وابن منيع والطبراني وغيرهم عن ثوبان مرفوعا في حديث: إن الرجل لَيُحْرَمُ الرزقَ بالذنب يصيبه. ورواه العسكري عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: إن الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد العمر، وإن العبد ليحرم الرزق بذنبٍ يصيبه. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما روي عن ابن مسعود رفعه: إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشيء من الرزق، وقد كان هُيّئَ له، وإنه ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم قد كان علمه، وإنه ليذنب الذنب فيمنع به قيام الليل. وفي لفظٍ: إياكم والمعاصيَ، فإن العبد ليذنب. وذكره. وبما في الحِلية لأبي نعيم عن عثمان رفعه: إن الصُّبْحَة ( قال في النهاية:صبح: . وفيه <أنه نهى عن الصُّبْحَة> وهي النوم أولَ النَّهار؛ لأنه وقتُ الذِّكر، ثم وقت طلب الكَسْب.دار الحديث) تمنع الرزق. وبما في طبقات الأصبهانيين عن أبي هريرة رفعه: الكذب ينقص الرزق. وبما في مسند الديلمي عن أنس رفعه: إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع عن الولد الرزق في الدنيا. ويدل له أيضا قوله تعالى ونحو ذلك قول وُهَيْبِ بن الورد لمن سأله "أيجد طعم العبادة من عصى الله سبحانه"؟ قال "لا، ولا من هم بالمعصية". قال في المقاصد: ومما اشتهر مما لم أقف عليه، ومعناه صحيحٌ: المعاصي تُزيل النِعم، حتى قال أبو الحسن الكندي القاضي مما أسنده البيهقي من جهته: إذا كنت في نعمة فارعها، * فإن المعاصي تزيل النعم وقد <صفحة 280 > يدل له ما روي أنه صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة، فرأى كسرة ملقاة فمسحها، وقال: يا عائشة أحسني جِوارَ نِعَمِ الله، فإنها ما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم. وروي من حديث أنس وعائشة وغيرهما وتقدم في "أكرموا الخبز"، قال: بل أوسعت الكلام عليها في جوابين، وجمعت بينها على تقدير تساويها. انتهى. وأقول قال شيخ مشايخنا النجم الغزي تبعا لغيره: وقد يجاب بأن ما يقضيه الله تعالى للعبد من أجل أو رزق أو بلاء، تارة يكون مبرما، وهذا لا يؤثر فيه الدعاء والطاعة، وتارة يكون معلقا على صفة، وقد سبق في القضاء وجودها، فهذا يؤثر فيه ما ذكره، ويكون ذلك من نفس القضاء. ولا محو ولا إثبات في المبرَمِ - المتعلق به علم الله المعَبّرُ عنه بـ "أم الكتاب" أيضا - ، وإنما المحو والإثبات في اللوح المحفوظ - المكتوب فيه القضاء المعلق - ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى والمحو والإثبات في نص الكتاب * في لوحه المحفوظ لا أم الكتاب وبهذا يرتفع الإشكال الوارد على مذهب أهل السنة، الناطق به الكتاب والسنة، من أن الأجل والرزق مقسومان، وأن كل شيء بقضاء وقدر. انتهى ملخصا. 736 - إن الله لا يحب الفُحْشَ ولا التَّفحش. رواه أبو داود بسند حسن ورواه أحمد عن أسامة بن زيد بلفظ: إن الله يبغض الفاحش المتفحش. 737 - إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه. قال الشمس الرملي في شرح المنهاج للنووي ضعيف. <صفحة 281 > 738 - إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم. رواه مسلم في صحيحه وابن ماجه عن أبي هريرة. 739 - إن الله لا يَهْتِك عبدَه أولَ مرةً. رواه الديلمي في مسند الفردوس بلا سند عن أنس مرفوعا بلفظ: إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال حبة من خير، وفي لفظ مثقال ذرة من خير، وفي الستر أحاديث كثيرة منها: إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، ونحوه ما أخرجه الديلمي عن أنس رفعه يقول الله عز وجل إني أعظم عفوا من أن أستر على عبدي ثم أفضحه، وقال النجم لا يعرف بهذا اللفظ، وفي معنى ما في الترجمة ما أخرجه ابن أبي الدنيا عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل كم للمؤمن من ستر؟ قال هي أكثر من أن تحصى، ولكن المؤمن إذا عمل خطيئة هتك منها سترا، فإذا تاب رجع إليه ذلك الستر وتسعة معه، وإذا لم يتب هتك منه سترا واحدا حتى لا يبقى عليه منها شيء، قال الله تعالى لمن شاء من ملائكته: إن بني آدم يعيرون ولا يغيرون فحفوه بأجنحتكم، فيفعلون به ذلك، فإن تاب رجعت إليه تلك الأستار كلها وإذا لم يتب عجبت منه الملائكة فيقول الله تعالى أسلموه، فيسلمونه حتى لا تُسْتَر منه عورة. 740 - إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِ مائةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِدُ لها دينَها. رواه أبو داود عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجه الطبراني في الأوسط عنه أيضا بسند رجاله ثقات، وأخرجه الحاكم من حديث ابن وهب وصححه، وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث، قال البيهقي في المدخل بسنده إلى الإمام <صفحة 282 > أحمد: إنه كان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وفي الثانية الشافعي، وزاد غيره: وفي الثالثة أبو العباس بن سُريج، وقيل أبو الحسن الأشعري، وفي الرابعة أبو الطيب سهل الصعلوكي، وأبو حامد الأسفراييني - أو الباقلاني - وفي الخامسة حجة الإسلام محمد الغزالي، وفي السادسة الفخر الرازي أو الحافظ عبد الغني، وفي السابعة ابن دقيق العيد، وفي الثامنة البلقيني أو الزين العراقي، قال في المقاصد وفي التاسعة المهدي ظنا - أو المسيح عليه السلام، فالأمر قد اقترب، والحال قد اضطرب، قال ابن كثير وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم حملة العلم من كل طائفة وكل صنف من أصناف العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الأصناف، ونظم السيوطي في رسالة له سماها تحفة المهتدين بأسماء المجددين، ختم بهم كتابه التنبئة فيمن يبعثه الله على رأس المائة فقال فيها: وكان عند المائة الأولى عمر * خليفة العدل بإجماع وقر، والشافعي كان عند الثانية * لما له من العلوم السارية وابن سريج ثالث الأئمة * والأشعري عدَّه من أمه والباقلاني رابع أو سهل أو * الأسفراييني خلف قد حكوا والخامس الحبر هو الغزالي * وعده ما فيه من جدال والسادس الفخر الإمام الرازي * والرافعي مثله يوازي والسابع الراقي إلى المراقي * ابن دقيق العيد باتفاق والثامن الحبر هو البُلقيني * أو الحافظ الإمام زين الدين وهذه تاسعة المئين قد * أتت ولا يُخلف ما الهادي وعد وقد رجوت أني المجدد * فيها ففضل الله ليس يجحد وآخر المئين فيها يأتي * عيسى نبي الله ذو الآيات يجدد الدين لهذي الأمة، * وفي الصلاة بعضنا قد أمه مقرر لشرعنا، ويحكم * بحكمنا، إذ في السماء يعلم <صفحة 283 > وبعده لم يبق من مجدد * ويُرفع القرآن مثل ما بُدِي وتكثر الأشرار والإضاعة * من رفعه إلى قيام الساعة انتهى مع حذف أبيات. 741 - إن الله يستحي أن يَنْزِع السرَّ من أهله. كلام يجري على ألسنة العامة، وليس بحديث انتهى. 742 - إن الله يستحي أن يعذب شيبةً شابت في الإسلام. هكذا ذكره الغزالي في الدرة الفاخرة، ورواه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن النجار بسند ضعيف بلفظين آخرين: أحدهما إن الله ليستحي من عبده وأمته يشيبان في الإسلام يعذبهما. ثانيهما إن الله عز وجل يستحيي من ذي الشيبة إذا كان مسدَّدا كروما للسنة أن يسأله فلا يعطه انتهى، وذكر الغزالي في الدرة الفاخرة لذلك حكاية، قال فيها روي عن يحيى بن أكتم القاضي أنه رؤي في المنام فقيل له ما فعل الله بك ؟ فقال أوقفني بين يديه الكريمتين، ثم قال يا شيخ السَوْء فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا وفعلتَ وفعلت، فقلت يا رب ما بهذا حُدْثت عنك، فقال بم حُدِّثتَ عني يا يحيى ؟ فقلت حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن نبيك صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عنك يا ذا الجلال والإكرام أنك قلت إني أستحي أن أعذب ذا شيبة شابت في الإسلام، فقال يا يحيى صدقت وصدق الزهري وصدق معمر وصدق عروة وصدقت عائشة وصدق نبيي وصدق جبريل وصدقت، اذهب فقد غفرت لك. 743 - إن الله يحب معاليَ الأمور، ويُبغض سفْسافَها. رواه الحاكم عن سهل ابن سعد، ورواه أبو نعيم والطبراني وابن ماجه عن سهل أيضا بلفظ: إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره <صفحة 284 > سفسافها، ورواه ابن ماجه عن طلحة وأبو نعيم عن ابن عباس بلفظ: إن الله جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها، ورواه الطبراني عن الحسن بن علي بلفظ: إن الله يحب معالي الأمور وأشرفها، ويكره سفسافها. 744 - إن الله يبغض السائل المُلْحِفَ. رواه أبو نعيم ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه، ورواه الديلمي أيضا عن ابن عباس رفعه، وفي الباب عن أنس وابن عمر وأبي أمامة، وجاء في المرفوع أيضا لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يَخُلق وجهه، فما يكون له عند الله وجه، والمراد السائل للإنسان بالشرط المذكور، وإلا فالله يحب الملحين في الدعاء. 745 - إن الله يتجلى للناس عامة، ولأبى بكر خاصة قال النجم رواه الحاكم والخطيب وتعقبه عن جابر، وابن مردويه عن أنس بلفظ يا أبا بكر إن الله أعطاك الرضوان الأكبر، قال وما الرضوان الأكبر؟ قال إن الله يتجلى للخلق عامة، ويتجلى لك خاصة انتهى، وأقول رأيت في رسالة منسوبة لصاحب القاموس أنه عده من الموضوعات بلفظه الأول، فليراجع وليحرر (في "انتقاد المغني عن الحفظ والكتاب" بعض تحرير في ذلك.) . 746 - إن الله يقول أنا عند ظن عبدي بي: إنْ خيراً فخير وإن شرا فشر. رواه ابن ماجه وأبو نعيم عن واثلة يرفعه. 747 - إن الله يحب إذا عَمَل أحدَكم العملَ أن يُتقنه - وفى لفظ "عملا"، بالتنكير رواه أبو يعلى والعسكري عن عائشة ترفعه، ورواه العسكري أيضا بلفظ <صفحة 285 > أن يحكمه، ورواه البيهقي بلفظ إن الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن، ورواه الطبراني عن عاصم بن كليب عن أبيه أنه خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام أعقل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يحب الله العامل إذا عمل أن يتقن، ورواه زائدة عن عاصم عن أبيه عن رجل من الأنصار قال خرجت مع أبي فذكره، وصنيع الأئمة يقتضي ترجيحها، فقد جزم أبو حاتم والبخاري وآخرون بأن كليبا تابعي، وكذا ذكره أبو زُرعة وابن سعد وابن حبان في ثقات التابعين، فذِكْر ابن عبد البر وغيره له في الصحابة فيه نظر، قال العسكري فأخذه بعض المتقدمين فقال: وما عليك أن تكون أدلما (الأدلم: الآدم والشديد السواد، عن القاموس. و المعنى لا يضرك السواد، إذا كان عملك على السداد) * إذا تولى عقد شيء أحكما ونسب إلى الأحنف قوله: وما عليك أن تكون أزرقا * إذا تولىَّ عقد شيء أوثقا. 748 - إن الله يحب الشاب التائب. رواه أبو الشيخ عن أنس مرفوعا، ورواه الديلمي عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: إن الله يحب الشاب الذي يُفني شبابه في طاعة الله، وروى الطبراني في الأوسط عن أنس رفعه خير شبابِكم من تشبَّه بكهولكم وشر كهولكم من تشبه بشبابكم، وروى تمَّام في فوائده والقُضاعي في مسنده من حديث ابن لَهيعة عن عقبة بن عامر رفعه: إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صَبْوة، وكذا هو عند أحمد وأبي يعلى بسند حسن، لكن قال في المقاصد وضعفه شيخنا في فتاويه لأجل ابن لهيعة، وكان السلف يعجبهم أن لا يكون للشاب صبوة. <صفحة 286 > 749 - إن الله يحب كلَ قلبٍ حزين. رواه الطبراني والقضاعي عن أبي الدرداء مرفوعا. 750 - إن الله يحب المُلِحِّين في الدعاء. رواه الطبراني وأبو الشيخ والقضاعي عن عائشة مرفوعا، وما أحسن قول بعضهم: الله يغضب إن تركت سؤاله * وبُنَيُّ آدم حين يُسأل يغضب. 751 - إن الله يحب العبد التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ. رواه مسلم عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه. 752 - إن الله يحب إذا أنعم على عبده نعمة أن يَرى أثر نعمته على عبده. رواه البيهقي عن عمران بن حصين مرفوعا، وفي لفظ إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده رواه الترمذي وحسنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا، وقال النجم رواه أحمد عن أبي هريرة وابن أبي الدنيا عن علي بن زيد بن جدعان. 753 - إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب - زاد ابن أبي شيبة - في الصلاة. رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة بزيادة فإذا عطس أحدكم فحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله، وأما <صفحة 287 > التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال "ها" ضحك منه الشيطان. 754 - إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً منه على عباده. رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس رفعه. وفي الباب عن أنس رفعه بلفظ "يُدْعى الناس" - الحديث. وعن عائشة رضي الله عنها كذلك، وكلها ضعاف. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. قال في المقاصد: يعارضه ما رواه أبو داود بسند جيد عن أبي الدرداء رفعه: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم. بل عند البخاري في صحيحه عن ابن عمر رفعه: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فيقال هذه غدرة فلان بن فلان. نعم، حديث التلقين بعد الدفن، وأنه يقال له "يا ابن فلانة"، فإن لم يعرف اسمها فـ "يا ابن حواء" أو "يا ابن أمة الله"، مما يستأنس به لهذا، كما بينت ذلك مع الجمع في "الإيضاح والتبيين عن مسألة التلقين" انتهى. 755 - إن الله يَقبل توبةَ العبدِ ما لم يَغَرْغِرْ. رواه الترمذي بسند حسن، وكذا أحمد وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن ابن عمر رفعه. 756 - إن الله لا يقبل دعاءً ملحوناً. نقل التقي السبكي أنه أثبت وروده، والأظهر أن المراد باللحن الخطأ في الإعراب، وقيل المراد به الدعاء بغير حق انتهى. 757 - إن الله ينزل الرزق على قدر المؤونة وينزل الصبر على قدر البلاء. رواه ابن لال في المكارم عن أبي هريرة والمشهور على الألسنة المعونة على قدر المؤونة، وسيأتي بأبسط: في إن المعونة. <صفحة 288 > 758 - إن الله يَبـْغض الشيخ الغِـرْبـِـيبَ. رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا، والغربيب، بكسر الغين المعجمة، وسكون الراء، وبموحدتين بينهما تحتية: الذي لا يشيب، وقيل الذي يُسَوِّد الشعر، 759 - إن الله تعالى يُبغض المُعبِّس في وجوه إخوانه. رواه الديلمي عن علي رضي الله عنه، وقال الدارقطني ضعيف.
|